حدث ذات يوم أنني وأصدقائي كنا على
سفر في المغرب فأصاب السيارة عطب ما واضطررنا للتوقف في منطقة ريفية
نائية. كانت قرية بسيطة جدا، حتى إنني ظننت أنه ليس لدى سكانها المذياع،
وكان هناك أطفال بسطاء وحفاة يلعبون على حافة الطريق، فناديت على أحدهم،
فاقترب، سألته: "هل تعرف بلال؟" قال:" نعم". فقلت له: "ماذا يغني بلال؟"
فأجاب بخجل: "أنا أعرف جيدا ماذا يغني بلال" فقلت له: "اذكر لي واحدة من
أغانيه"قال الصغير:"درجة درجة" ، " حنا كاع ولاد حرمة"، ثم جاء صديق كان
معي، يعزف الأورغ وقال له :" ولماذا تحب بلال؟ فقال الطفل:" لأنه "كوود
كوود" (بمعنى بسيط و مباشر)، فتأثرت كثيرا لكلام الصغير. بالإضافة إلى
هذا، فإن علاقاتي مع المغاربة جيدة جدا. وأود أن أصرح بأنني عندما أذهب
إلى أي بلد في العالم، أي بلد، أكون متخوفا مسبقا، وأجهل تماما ما إذا كان
الجمهور سيحضر للاستماع إلي أم لا، لكن عندما أدعى للغناء في المغرب سواء
في أكادير، في تطوان، في السعيدية، أو الدار البيضاء .. أكون مرتاحا نفسيا
لأنني أكون واثقا أن كل شيء سيكون على ما يرام. › نعرف أنك تكتب الأغاني
وتلحنها، هل هناك قصص معينة حدثت معك في الواقع فكتبت عنها؟ ›› عن هذه
المسألة غنيت أغنية "حشمتي كي دارت لي، اعطيني حقي ومن بعد عرض يا خويا،
حشمتي كي دارت لي"، أو مثلا، أحيانا يقول بعض الناس الذين لا يعرفونني عن
قرب أنني متكبر، لكنهم لا يقولون ربما هو خجول أو ربما مزاجه سيء أو
حزين.. لذا غنيت " تي جيج لواحد منين تعرفو" يعني تحكم على الإنسان بعد أن
تعرفه عن قرب