وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا
يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا.. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير
هو داود.. كان داود مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة
الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم
ومظهر الباطل.
وكان الملك، قد قال: من يقتل جالوت يصير قائدا على
الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن
يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود أن
يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة
يستخدمها الرعاة).. تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من
داود وأهانه وضحك منه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء
وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش
جالوت.
بعد فترة أصبح داود -عليه السلم- ملكا لبني إسرائيل،
فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى. وتأتي بعض الروايات لتخبرنا
بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم داوود أكلت الغيرة قلبه، وحاول قتله، وتستمر
الروايات في نسج مثل هذه الأمور. لكننا لا نود الخوض فيها فليس لدينا دليل
قوي عليه