العلاقة
الزوجية هي في المقام الأول والأخير علاقة بشرية، وكأي علاقة يُرجى منها
النجاح، تتطلب وجود الثقة بين طرفيها، تبنى على الصراحة والصدق. ولكن
ينصحك الخبراء بوضع حدود للصراحة وإلا تحولت إلى نقمة تدمر العلاقة
الزوجية، خاصة إذا كان الزوجان ليسا على درجة كافية من التفهم والوعي
والثقة المتبادلة. فعلينا أن نفرق بين الصراحة والصدق، وبين الثرثرة وقلة
الفطنة التي قد تدفعنا أحيانا للبوح بتفاصيل لا تنفع بل تسهم في سوء
العلاقة.
وينصح كل زوج وزوجة بامتلاك المقياس الذي يقدر به عدداً من
الأمور في تلك القضية، مثل ماذا يقول، ومتى وكيف. على سبيل المثال، إن
الحديث بصراحة مطلقة عن علاقتهما بأصدقائهما أو أسرتيهما من الأمور الخطأ،
فالأهل والأصدقاء لهم أسرارهم الخاصة التي يجب عدم إفشائها. كما أن
الإعلان عنها لن يفيد أي طرف، بل قد يسبب بعض الضرر. وهناك شخصيات مندفعة
لا تعرف التحكم في حديثها لتكوّن في ذهن المستمع، سواء الزوج أو الزوجة،
صورة عن الطرف الآخر، بكونه لا يحفظ الأسرار، أو لا يحسن التصرف. وهناك
جانب العلاقات السابقة للزواج التي يمكن الحديث عنها بشكل عابر، لكن من
دون دخول في التفاصيل..
الزوجة أكثر صراحة
في استطلاع أجرته
المعالجة النفسية هارفيل هندركس، مؤلفة كتاب «الحب الذي تريده» وجد أن 83%
من النساء لا يجدن حرجاً في مناقشة أزواجهن بشكل العلاقة الزوجية بينهما،
في حين تبين أن نسبة من يهتم بعمل الشيء نفسه في الرجال لا يتجاوز 57%.
وهو سلوك تبرره الزوجة بأن الحديث بين الزوجين يجب أن يكون صريحاً إلى
أقصى الحدود من دون مواربة.
ويتابع أستاذ الطب النفسي قائلاً: «الكذب
وعدم المصارحة بين الزوجين يؤديان إلى انعدام الثقة بينهما، لكن المجاملة
ومعرفة صياغة الجملة والخبر المراد نقله أيضاً من أهم أسباب السعادة في
منزل الزوجية. ويعتقد بعض الرجال أن حديثهم بصراحة مع زوجاتهم يفقدهم
هيبتهم، وهي ظاهرة ترتبط بالمجتمع الشرقي، التي تشدد على منزلة الرجل لدى
زوجته، فيخفي عنها حتى مشاعره نحوها خوفاً من تدللها عليه وفقدانه السيطرة
عليها».
3 أمور أساسية يجب مناقشتها قبل الزواج
أوضحت الاستشارية ان هنالك 3 أمور أساسية يجب مناقشتها قبل بدء الحياة الزوجية، وهي: الجنس، المال، الحياة الاجتماعية.
وتابعت
قائلة: «عادة ما يركز معظم المقبلين على الزواج على الجوانب الاجتماعية
والاستعدادات، وحفلة العرس وتجهيز الشقة، فيما لا يناقشون الأمور المالية
أو الجنس بالرغم من أهمية هذه الجوانب. فالعديد من المقبلات على الزواج
يخجلن من سؤال الزوج عن معاشه، أو ديونه أو وضعه أو إن كان يتوقع ان يأخذ
معاشها. لتفاجأ بكل ذلك بعد الزواج مما يخلق صدمة لها. وبنفس المنوال
ينطبق ذلك على جانب العلاقة الجنسية عندما لا يتم نقاشه.
وألوم هنا
«كلمة عيب» التي تقيدنا بالرغم من عدم وجودها في هذا الجانب من حياتنا،
فلا حياء في أمر مهم فيه ارتباط بين رأسين بالحلال».
استشارات إصلاح ما بين الزوجين
وبخصوص
إصلاح ذات البين، أو الإصلاح ما بين الزوجين، فإذا حجز احد الزوجين جلسة
استشارة يتوقع ان تبدأ الجلسات أولا لكل زوج على حدة، حتى افهم الموضوع
والمشكلة من الجانبين، فمن المعروف ان لكل مشكلة جانبين. وبعدما تتضح
الأمور تبدأ الجلسات الزوجية معهما. ويعتمد الوصول للحل بينهما على رغبة
الزوجين بإيجاد الحل وإكمال الزواج.
واشدد وأركز على أهمية الايجابية
في التفكير والتعامل وتقبل الزوج الآخر. فأغلب المشاكل تنجم لأننا نلوم
ونعيب في الآخر فقط، وإيماننا بأنه مخطئ. في حين انه ليس هنالك خطأ بل سوء
تفاهم وعدم تقبل للشخصية، لذا على الزوجين ان يتقبلا ان لكل شخصية أفكارها
ومزاياها وضعفها.
موضوع: هل هنالك حدود للصراحة بين الزوجين؟ 
الأحد يناير 17, 2010 5:19 pm
