خدمة تاكسي المكياج في لندن

من بين مشاكل المرأة العاملة
والاجتماعية في نفس الوقت، أنها في كثير من الاحيان لا تستطيع تلبية
الدعوات لحضور العشاء والسهر مع الاصحاب بعد ساعات العمل لانها تفتقد
الوقت الكافي الذي يتيح لها فرصة الاهتمام بمظهرها لتبدو بحلة بهية تناسب
مقام الدعوة، كما أنه لا توجد في معظم الشركات غرف خاصة بتبديل الملابس
والتبرج.

وهذه المشكلة تعاني منها النساء
في معظم بلاد العالم، لا سيما النساء العاملات في بريطانيا. فبعد مطالبة
العديد من النساء العاملات في لندن بإيجاد الحل المناسب لهن لانهن يعانين
باستمرار، خاصة في فترة الاعياد حيث تكثر المناسبات الاجتماعية والحفلات،
كانت هناك آذان صاغية حققت لهن حلمهن من خلال تحويل أخصائية التجميل إيلا
برادلي التي تعمل في شركة «ماكس فاكتور» لمساحيق التجميل، سيارة تاكسي
لندنية إلى غرفة ماكياج متجولة تقوم بتوصيل الفتيات العاملات مجانا، طيلة
هذا الاسبوع، إلى العشاء وأماكن السهر.

وتم تزيين سيارة الاجرة باللونين الزهري والاسود، ومقاعد تكسوها الارائك الزهرية وفيها العديد من المجلات والجرائد اليومية.
فبعد انتهاء دوام العمل، تركب
الفتاة سيارة الاجرة بمظهر عادي لتخرج منها بعد دقائق بأحلى شكل، بعد أن
تقوم الاخصائية بوضع لمساتها السحرية على وجه الفتاة التي أتعبها نهار
كامل من العمل، وتسمرت عيناها أمام الحاسوب الالكتروني لاكثر من 7 ساعات.

تقول الاخصائية إيلا برادلي نقلا
عن جريدة «ديلي ميل» البريطانية إن الفكرة كانت وليدة مطالبة النساء بمثل
هذه الخدمة، كما أنها كانت هي نفسها تعاني من المشكلة عينها عندما كانت
تضطر إلى القيام بماكياجها على متن وسائل النقل العام تحت أنظار الجالسين
والواقفين حولها.

بدأت الخدمة في وسط لندن منذ
يومين، بعد أن تبين في استطلاع للرأي أجرته مجلة «كوزموبوليتان» أن أكثر
من نصف القارئات قمن بتغيير ملابسهن في المكاتب ووضعن الماكياج أمام الملأ
خاصة في القطارات والحافلات العامة.

وتضيف برادلي:«إننا اليوم نعيش في
عصر السرعة وليس من الممكن الوصول الى البيت بعد العمل للتبرج وليس
بإمكاننا حمل عدة الماكياج كاملة إلى مكان العمل».

وللحفاظ على سلامة الزبونات لا
تقوم برادلي بوضع مخطط العيون الاسود السائل عندما تكون السيارة في حالة
الحركة تجنبا لتعريض الزبونة لأي حادث مأساوي.

وتزامن إطلاق خدمة تاكسي الماكياج
المتجول في نفس اليوم الذي تم فيه افتتاح غرف التبرج في شارع أوكسفورد
ستريت الشهير في وسط لندن التي تؤمن للنساء مكانا مناسبا للتبرج وتغيير
الملابس وترتيب الشعر لقاء مبلغ 5 جنيهات استرلينية فقط، في أجواء هادئة
ومريحة تكون الحل للآلاف النساء العاملات اللواتي لا يجدن الوقت للذهاب
الى البيت قبل التوجه الى السهرة.